لا يوجد أي مقياس أو معيار لانتقاء المدربين في الجزائر، خاصة الأجانب منهم، فكثيرون مروا على البطولة الوطنية دون أن يكون لهم رصيد في سيرهم الذاتية غير أنهم بكل سهولة، وجدوا أنفسهم يشدون مقاليد أندية كبيرة يأمرون وينهون، وتتهاطل عليهم العروض، رغم أن هناك شكوكا كبيرة حول مستواهم وحقيقة الشهادات التي يملكونها ويتنقلون بموجبها إلى الجزائر.
المدرسة الفرنسية الأكثر نكران للمعروف .. ورؤوساء الأندية هم السبب
وما يثير السخرية والأسف في نفس الوقت، أننا لازالنا في سنة 2011 نجلب مدربا من رومانيا على بعد آلاف الكيلومترات ليكون مجرد مساعد في إتحاد الشاوية الذي يلعب في القسم الرابع، ثم يعود الرئيس ياحي إلى خيار جلب المدرب جيجو (من نفس الجنسية) كمدرب رئيسي مكان مدربه فلاح الذي وضع فريقه في المرتبة الأولى، وقديما فتحت البطولة الجزائرية عن طريق أهلي البرج ومولودية قسنطينة أحضانها للمدرب البرتغالي مانويل ماديرا، المتواجد الآن في المغرب حيث لم يتمكن من قيادة أي فريق للإشراف على شبان فريق رجاء بني ملال في القسم الثالث، كما أن المدرب الرئيسي الذي جلبه وهو تكسيرا طلق الكرة بالثلاث،، ومصادر أشارت إلى أنه يعمل في فندق في لواندا بأنغولا، كما أن المدرب دانيال الذي قاد ''السنافر'' و''الموك'' لم يجد فريقا حتى الآن بعد عامين من مغادرته، حيث اكتفى بمرور بسيط على بطولة أندونيسيا ليطرده مسؤولو فريق باندونغ عندما تفطنوا لحقيقة مستواه، والأمثلة كثيرة.
وإذا كان هناك إجماع على أن الكثير من المدربين خدمهم الحظ وإلا لما وجدوا أنفسهم تماما في بطولتنا، فإن بعضهم مع هذا لم يشكروا الله على النعمة فلعنوها، ودهسوها بأقدامهم بتصرفاتهم أو تصريحاتهم، فهذا آلان ميشيل يعتبر الجزائر في حرب أهلية، وغيغر ينشر الغسيل على صفحات الجرائد المصرية رغم أنه انتقل إلى أم الدنيا من شبيبة القبائل، وغاموندي مستاء من نوعية الملاعب التي توجد في الجزائر ويصرح أنه تحت وقع الصدمة والذهول لأنه يظن نفسه في بلد غير متحضر تماما، وقبل كل هؤلاء نقل المدرب زكري في تصريحات صحفية أن الإيطالي جيوفاني مدرب الوفاق الذي سبقه والذي كان محضرا بدنيا في وقته، أساء للجزائر ونقل أشياء سوادء وخاطئة للإيطاليين علما أن حتى المدرب السابق للبليدة فيكتور فيرنانديز لم يرحم الجزائريين وأدلى بتصريحات خطيرة في حق الجزائريين من التلفزيون البرتغالي، وقال أشياء منها ما هو صحيح ومنها ما هو افتراء، وهو الأمر الذي يدعو إلى الحيرة والتعجب وطرح الكثير من علامات الإستفهام. ولفت الدولي السابق محمود قندوز الأنظار في تصريحات صحفية لما قال أن الرؤساء يجلبون مدربين أجانب من الأقسام الدنيا يشترون لهم اللقاءات ويمنحون لهم الأموال وهو غباء، ونحن بدورنا لا نرى غباء أكثر من أن يغادر هؤلاء المدربون ليشمتوا ويشتموا الجزائريين ويجرحون رؤساء النوادي الذين جلبوهم، رغم ما حصدوه من أموال، إلا أننا لم نسمع عن مدرب عاد لبلده وهو يمدح الجزائريين أو يشيد بما رآه من لاعبين أوإمكانيات، أو حتى يأخذ لاعبا إلى أوربا على الأقل، لأن ذلك ما يمكن أن يقدموه لنا كخدمة، طالما أنهم أكلوا غلة الجزائريين، ولو أن قدرنا دائما أن نفتح أحضاننا وبطولاتنا لمدربين دون أن نعرف أصلهم وفصلهم وهو ما يجبرنا على انتظار النتائج وتقبلها كيفما كانت طالما أن الخطأ خطؤنا.
ألان ميـــشــــال فـــي تصريحـــــاتــه
لـ''جون أفريك'' و''ليكيب'' الفرنسية:
''كرة القدم في الجزائر عنفٌ وحربٌ أهلية.. والشارع هو من يسيّر ويخطط''
يعد المدرب الحالي لمولودية الجزائر الفرنسي ألان ميشال من الأسماء التي انتقدت بشدة السياسة التي تسير بها الكرة الجزائرية، وهذا من خلال تصريحاته السابقة سواء عبر الصحافة المحلية أو الأجنبية، حيث لم يتوان في التهجم على واقع البطولة الجزائرية وكذا مشروع الإحتراف الذي جسدته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم هذا الموسم، فضلا عن تصريحاته الخطيرة بحق الرؤساء بعض النوادي المحترفة وكذا المسؤوليين المباشرين على شؤون هذه الفرق، حيث وصف مدرب النادي العاصمي في حوار خص به صحيفة ''جون أفريك'' في عدد سابق أن أحوال الكرة الجزائرية شبيهة بحرب أهلية وهذا بعد أن وقف عند تبادل التهم بين رؤساء النوادي والفرق، فضلا عن معايشته لبعض مظاهر العنف في مختلف الميادين والملاعب الجزائرية، على حد قوله، وهو الأمر الذي جعله لا يتواني في التهجم على السياسة التي انتهجتها الكرة الجزائرية، والأكثر من ذلك فإن ألان ميشال الذي وبالرغم من شغله لمنصب المسؤوول الأول عن العارضة الفنية لعميد النوادي الجزائرية إلا أن هذا لم يمنعه من التهجم على إدارة النادي واتهام بعض الأشخاص بـ''التخلاط'' والتأكيد على دور الشارع في تسيير شؤون بيت العميد، وهذا دون أن ينسى في حديثه مع نفس الصحيفة الإشارة إلى حقوقه المهضومة ومستحقاته العالقة التي أكد بخصوصها أنها مازالت لم تسو بالرغم من الوعود التي لمسها من قبل القائمين على النادي العاصمي. ولم تختلف تصريحات ألان ميشال أيضا عندما خص صحيفة ''ليكيب الفرنسية'' بحوار استثنائي أين شدد بنفس اللهجة على تأكيده على حقيقة التسيير الكارثي والعشوائي الذي يميز الكرة الجزائرية وبالخصوص البطولة المحترفة، حيث أوضح في هذا الصدد أن بطولة الهواة هي التي تسير البطولة المحترفة في إشارة منه إلى تأثير قرارات الرؤساء النوادي السفلى على سير البطولة، فضلا عن إيعابه للطريقة التي أضحت إدارات النوادي تسدد بها مستحقات وعلاوات اللاعبين. والأكيد أن تهجم هؤلاء على الكرة الجزائرية كان الغرض منه تغطية فشلهم في كل مرة ودفن نكساتهم التي سجلوها مع النوادي التي أشرفوا على تدريبها، والأمثلة لمسناها كثيرا مع الأجانب الذين تداولوا على شؤون نوادينا أو منتخبنا.
ألان غيغر صنع إسما في القبائل ولما غادرها ''أهانها'' من مصر واعتبرها أقل شأنا من فريق مصري مغمور
ومن بين المدربين الأجانب الذين عملوا في الجزائر وبعدها طعنوها في الظهر المدرب السابق لشبيبة القبائل ألان غيغر، والذي يشرف حاليا على نادي المصري البورسعيدي، فبعد أيام قليلة فقط من مغادرته فريق الكناري إثر استقالته بعد أن عجز في الوصول إلى الدور النهائي من دوري أبطال إفريقيا حتى بدأ بسب ملة الجزائريين بعد أن أكل غلتهم وصنعوا له اسما، فقد قال أن الدوري المصري أقوى بكثير من نظيره الجزائري وأنه مشبع بالنجوم واللاعبون المصريون يتميزون بالمهارات العالية وهو ما لا يوجد في الجزائر، وهو الذي كان يؤكد في كل مرة أن الدوري الجزائري قوي وفريق الشبيبة محترم ومحترف، وكان قد دخل في تصريحات نارية مع لاعبي ومسؤولي نادي الأهلي المصري الذي واجه الكناري في دوري الأبطال قبل أن يغير كامل نظرته وتصريحاته بعد أيام قليلة من تنصيبه مدربا للنادي المصري، عندما أكد أنه عندما واجه الأهلي المصري كان يدرك أنه فريق كبير وغني بالنجوم ولاعبوه مشبعون بالخبرة، ولكنه ركز على الجانب النفسي كون لاعبي الشبيبة صغار في السن، وكأنه لم يكن يعلم أن إرادة أولئك اللاعبين هي التي صنعت الفارق خاصة وأن الأهلي يضم أغلب لاعبي المنتخب المصري، وهذا بعد كل ما حدث بين البلدين في الفترة الأخيرة وفي ظل التصريحات الاستفزازية للاعبين المصريين، إلا أن غيغر أراد أن ينسب هذا الإنجاز إلى نفسه، وكانت إدارة الشبيبة وفرت كل الظروف لغيغر وكأنه ملكا، إلا أنه وبمجرد خروجه من الجزائر حتى أدار ظهره إلى كل ذلك العز وأصبح يسب ملة الجزائريين والقبائل الذين صنعوا له اسما وأصبح المدرب الذي وصل مع الشبيبة إلى الدور نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
نسي فضل السطايفية الذين صنعو له اسما في عالم التدريب
سيموندي وصف جو وفاق سطيــــف بالمتعفن وخــتـــم مشواره باللجـــوء للعـــدالة
كغيره من المدربين الأجانب الذين يصنعون الأسماء في البطولة الجزائرية ثم يذهبون إلى بطولات أخرى ليسبوا ويذموا بطولتنا وأنديتنا، كان حال المدرب الفرنسي بيرنار سيموندي مدرب وفاق سطيف السابق ونادي الخريطيات القطري حاليا، حيث لم يختلف سيموندي عن غيره من المدربين الأجانب فبمجرد أن تأزمت علاقته مع إدارة الوفاق وعلم أنه سيرحل عن الجزائر بدأ يتحدث عن وفاق سطيف الذي صنع له اسما كبيرا وفتح له المجال للتدريب في الخليج بعد أن فاز بدوري أبطال العرب مع نادي الهضاب، حيث وصل به الحد إلى وصف أجواء إدارة الوفاق بالمتعفنة والتي لا تعرف أسس كرة القدم حيث قال سيموندي في تصريح سابق: ''لم يكن بمقدوري البقاء في ذلك الجو المتعفن، رغم أن علاقتي كانت جيدة مع الرئيس سرار، لكن لم يكن بمقدوري العمل مع بعض الأشخاص الدخلاء على الفريق''، وأضاف ''تصرف بعض المسيرين لم يكن مشرفا ولا لائقا على الإطلاق''، كما اتهم المدرب الفرنسي مسؤولي الكرة في الجزائر بعدم المسؤولية عندما قال في إحدى المرات أن إدارة سطيف لا تبحث عن استقرار الفريق واتهمهم بأنهم يريدون إبعاده من أجل إبعاده وفقط، ولم يتوقف الأمر مع سيموندي عند هذا الحد بل تعداه إلى رفع دعوى قضائية ضد النادي الذي صنع له إسما في عالم التدريب وجعله مطلوبا في الكثير من الأندية الخليجية، وجاء سبب الدعوى القضائية التي لوح بها سيموندي سابقا على خلفية تسريحه من الفريق الأول وتحويله لتدريب الفئات الصغرى إذ اعتبر التقني الفرنسي آنذاك الإجراء غير مسؤول ومهينا. تجدر الاشارة إلى أن مدرب الخريطيات الحالي هدد آنذاك بتقديم شكوى للفيفا في حال تماطل إدارة الوفاق في تسديد مستحقاته، ليكون مثالا آخر ممن قيل فيهم ''ياكلو الغلة ويسبو الملة''.