تفسير من هدى القرآن
ان لآيات القرآن الحكيم ابعاداً مختلفة، وحسب تعبير تراجمة الوحي وأئمة الهدى عليهم السلام، ان له تخوماً وبطوناً تصل الى السبعين. ويكاد لا يستطيع شخص مثلي ان يطلع على بعد واحد منها، فكيف بسائرها؟ لذلك فحين اكتب معنى الآية، فلا أدعي انه كل معانيها وأبعادها، بل لا ادعي انه بالتأكيد المعنى الاقرب، انما اسجل فقط وفقط ما فهمته من الآيات، مع اعترافي بقصور فهمي. والواقع ان كل التفاسير القرآنية ليست الا بياناً لبعض الموضوعات التي تصدق عليها الآيات كما تصدق على غيرها، وان القرآن سيظل فوق التفاسير لا يحيط بكنه معانيه الا الله ومن ارتضاه الله لغيبه.
ما هذه الا ملاحظة جديرة بالذكر اشار اليها السيد المدرسي في مقدمته لتفسيره ( من هدى القرآن)، والذي وقع في (18) مجلد.
وقد اعتمد السيد المدرسي في تأليفه هذا التفسير على منهجية التدبر المباشر في آيات القرآن، واستلهام معانيه من القرآن ذاته. وحاول فيه ربط الواقع الراهن بآيات الذكر، والذي عدّه المؤلف: هو الهدف من تفسير القرآن.
واما اسلوب المدرسي في تأليفه لتفسير ( من هدى القرآن)، فهو كما ذكره في مقدمته: من بداية القرآن وحتى سورة النحل كتبت التفسير بيدي، حيث كنت آوي الى مسجد او مقام هادئ، حاملاً معي القرآن والقلم والقرطاس، وربما هموماً كثيرة مما تخص الامة، فاجلس كالتلميذ امام كتاب ربي وأقرأ مجموعة آيات واتدبر فيها. واذا لم يسعدني ذكائي لفهم ابعاد آية كريمة، سألت الله ان يعينني على ذلك.
واضاف قائلاً: وبعد ثلاث سنوات شعرت بالحاجة الى الاسراع في اتمام التفسير، وكنت اخشى ألاّ أوفق لاكماله، واخذت اسلوب القاء دروس في التفسير، تسجل على الشريط ثم تكتب وربما تعاد صياغتها بصورة تتناسب مع أدب التأليف.
وذكر السيد المؤلف: لعل القارئ يجد بعض المفارقات بين نصفي التفسير، حيث يعتمد النصف الاول منه على ضغط الكلمات، بينما يعتمد النصف الثاني على الشرح والتفصيل.
ومما يجدر ذكره هنا، ان اسلوب القاء المحاضرات في خصوص تفسير آيات القرآن الحكيم، كان سبباً لايجاد مكتبة صوتية في تفسير القرآن، تحتوي على اكثر من خمسمائة شريط كاسيت.
وقبل البدء بتفسير القرآن الحكيم، قدم السيد المؤلف مجموعة بحوث تمهيدية، قسمها على ثلاثة فصول ، هي كالتالي:
الفصل الاول: ما هو القرآن ولماذا ندعو اليه. بحث فيه موضوع القرآن في آيات الذكر، القرآن في السنة، لماذا ندعو الى القرآن؟
الفصل الثاني: مسائل قرآنية، بحث فيه موضوع ضرورة التدبر في القرآن، القرآن والتفسير بالرأي، القرآن بين التزكية والتعليم، القرآن بين الظاهر والباطن، القرآن بين المحكم والمتشابه.
الفصل الثالث: منهج التدبر في القرآن. بحث فيه موضوع التدبر والصفات النفسية، التدبر والصفات العقلية، التدبر والسياق القرآني، التدبر والواقع الخارجي، التدبر والتطبيق القرآني، موجز لمنهج التدبر في القرآن.
وفي مقدمة تفسير كل سورة، ذكر السيد المفسر فضل السورة على لسان النبي واهل بيته (ع)، ومن ثم يبين الاطار العام لها، كاشفاً عن محتواها العام. ومن ثم يأخذ مجموعة مجوعة من آيات كل سورة، فيشرح فيها معناها بشكل مركز تحت عنوان (هدى من الآيات)، ثم يفصل البحث فيها تحت عنوان (بينات من الآيات) .
وثمة كلمة: نظراً لاستقبال العلماء والشريحة المثقفة لهذا التفسير، بادر مكتب آية الله المدرسي لطباعته ثانية عام 1407 هـ في 18 مجلد ، وقد كثر منه 5000 نسخة.