ان الغني والفقر في حياة البشر لها عظيم الأثر عليهم
فالفقير أحيانا لا تتعدي أحلامه توفير الغذاء والكساء
وأحيان أخري يشطح خياله فيطمح في بيت متواضع
وحياة كريمة ..
أما الغني فان أحلامه لا تتوقف عند حد معين .بل
انه ينتقل من مرحلة الي أخري .في حياة لا تخلو من الأرق
الذي يبدل السعادة الي توتر دائم فتضيع حياته وسط أرقام
وحسابات المكسب والخسارة .وعندما ينتقل من حلم يود تحقيقه
يبرز أخر يملك عليه نفسه وجل حياته فتنعدم الرؤية من حوله
الا من كيفية تنفيذ هذا الهدف أو تلك المحطة ...وهكذا يمضي به
قطار العمر من محطة الي أخري ..يترك في كل واحدة منها ما
خف حمله من مشاعر وود ورحمة الي ماغلي ثمنه من حسابات
وأرقام ..ومنهم من ينتبه في محطة ما ويسأل نفسه الي أي
طريق أسير ؟؟وأخرون لا تتوقف بهم المحطات الي عندما
يحملون علي خشبة حدباء ...فلم يتذوقوا طعم السعادة ولم يعرفوا
منها سوي قشورها من مأكل وملبس ونعيم زائف ..
والفير في دنيانا حاله علي أمرين ..
الأمر الأول ..فقير لا يملك من حطام الدنيا سوي بدن سليم
وعيال كثير يري أنه ملك الدنيا بأسرها علي الرغم من صعوبة
الحياة التي يحياها يري أنه يملك بدنا معافي وغيره الكثير مبتلي
ويري أن الله أعطاه ما حرم غيره من نعمة الولد وان كانت عليه
عبأ ينوء به كاهله لكنه فرحا مسرورا ويدعوا الله ليل نهار
بالستر والعافية ينام ملأ جفنيه .لا يحمل للدنيا هما ولا يحمل
في قلبه سوي الرضا والقناعة ...
واخر فقير تظل الشكوي علي لسانه ملازمة له ..كثير النظر الي
من وهبه الله نعما وحرمه منها كثير السؤال في نفسه لماذا
أنا ولماذا هؤلاء ؟؟؟؟غير راضي عن حاله عندما يعلوا من حوله
يكاد يصاب بسكتة قلبية .يترقب فرصة ما ليغير من حاله الذي
لا يعجبه فأنا أفضل من هذا وأذكي من ذاك ....تأتيه الفرصة
يتبدل حاله ويتغير حواره فيتعالي علي الناس ويتنصل من أصله
بل من أبيه وأمه ويحاول أن يرسم له عالم بلا جذور ..ودنيا بلا
نور غير نور زائف خافت باهت ...فان أدرك ماضيه وقرأ مستقبله
جيدا وكان علي قارعة الطريق الفقر متجسدا في صورة رجل
لشكره بل وشد علي يديه .............عابر يبحث عن سبيل